الاثنين، ٧ مايو ٢٠٠٧

عن الصبر والحب

الصبر كاختيار فى مسار الإنسان بين ميلاده وموته ، ليس عجزا أمام ذل ، أو ضعفا أمام مهانة ، أو استسلاما لمحنة و ابتلاء ، وليس سلوكا سلبيا متخاذلا فى مواجهة أى باطل . الصبر هو التحمل فى سبيل أداء مايجب على المرء أداؤه . وفى اللغة – صَبر أى تَجلّد ولم يجزع ، وصبر على الأمر احتمله . والصبور إسم من أسماء الله الحسنى ، بمعنى أن الله لايعاجل العصاة بالإنتقام ، ومعناه قريب من معنى الحليم ، والفرق بينهما أن المذنب لايأمن العقوبة فى صفة الصبور كما يأمنها فى صفة الحليم
أما عن الحب ، فقد ربط كثير من الشعراء بين كلمة الحب والهوى فى كثير من أشعارهم . وكلمة هَوى فى اللغة تعنى سقط من أعلى إلى أسفل . فهل يقصد هؤلاء الشعراء أن الحب سقوط وهوان !! . أم أنهم يقصدون أن الهوى من فعل هوّى بتشديد الواو ، بما يعنى إدخال الهواء النقى إلى المكان أو إلى الحبيب !! .
ومهما كان قصدهم فسوف تبقى عبارة " استهوانى فلان " لاتعنى سوى أن فلانا جعلنى أتقبل رأيه وأشتاق لمصاحبته دون أن يكون لدى الدليل على صحة سلوكى هذا واستقامته ،
قال ابن المقفع قديما أن الهوى هو هوان سُرقت نونه فأكمل شاعر معاصر له قوله قائلا
:نون الهوان من الهوى مسروقة ** فإذا هويت فقد لقيت هوان
إذن فالحب الحقيقى هو أسمى أنواع الصبر . فإن كان الصبر جهادا محتوما تفرضه المحنة أحيانا أو الكرامة المجروحة ، فإن الحب صبر بمعنى الجهاد عن رغبة واشتياق
والذى يحب النقاء وطهارة القلب يكره العكر فى السلوك وفساد القلوب .. .. أى أن الحب " مواجهة كبرى " كما قال الشاعر نزار قبانى، فالحب إبحار ضد التيار

هناك تعليق واحد:

تــسنيـم يقول...

لأ بجد رائعة أوووووي.. لما قرأت العنوان خطر في بالي رابط تاني بين الحب والصبر.. لكن انت تناولته من منظور تاني..


وصدق ابن المقفع وصدق الشاعر..


تحياتي ياياسر ولا تغيب