السبت، ٢٨ أبريل ٢٠٠٧

صـــــداقـــــة


الصداقة قيمة إنسانية أخلاقية عظيمة سامية المعاني والجمال كبيرة الشأن 0الصداقة من الصدق ، والصدق عكس الكذب. والصديق هو من صدقك . إنها علاقة وثيقة بين شخصين أو أكثر.
ولان الإنسان خلقه الله كائن اجتماعي لا يقدر العيش بمفرده بل يتفاعل مع من حوله ايجابيا ليشكل المجتمع المتكامل فكان لابد له ان يبحث عن الصداقة لتعطيه الدفء والشعور بالمشاركة والراحة في حياته وخاصة إن كان ممن يحسن الاختيار لان أشباه الصديق والصداقة السيئة تنتهي بسرعة انتهاء فقاعة الصابون فالصداقة تجعل الحياة جميلة لأنها تخدم الروح والعقل 0 علينا اكتساب الأصدقاء والعمل على المحافظة عليهم كما قال الإمام علي رضي الله عنه

عليك بإخوان الصدق، فأكثر من اكتسابهم، فإنهم عدة عند الرخاء، وجنة عند البلاء


والمعروف إن افتقاد الصداقات والعلاقات مع الناس والأصدقاء يولد الاكتئاب والمرض 0 والجلوس منفردا عقوبة جسمية ونفسية قاسية تمارسها السلطات على المخالف للقانون و يتعرض لنفس العقوبة ولكن اختياريا من لا صديق له وفي الأمثال والأقوال يقال
( الصديق والرفيق قبل الطريق )
وقول الشاعر:
صديقي من يقاسمني همومي ويرمي بالعداوة من رماني
ويحفظني إذا ما غبت عنه وارجوه لنائبة الزمان
من هنا يحق للصداقة أن تتباهى بجمالها السامي المزهو بالكبرياء وهذا الموقع مسموح و غير قبيح ولائق لها
إلا أنها استيقظت أمس من رقادها وقبل إعلان وفاتها نشرت صفاتها على الجدران وفي الشوارع والأزقة بعد ان أخذت تراجع علاقاتها المنهارة بجدارة على أنسام هواء المال و الأخلاق المستوردة معلنةً: دون إرادتها مرغمة إن الصداقة حياة ماضية ذابلة الأغصان و لا خضرة فيها وان الحياة تغيرت والعلاقات يجب أن تتغير رغم استمرار سطوع الشمس ونقاء السماء. وإذا كانت الصداقة ذابلة الأغصان بالتالي تصلح كحطب للتدفئة فقط.

ورغم انفلات الدمعة من شدة الانفعال على هذه الصفة

نمشي وفي القلب لوعة لنتفرج على مراسم دفن الصداقة .فكانت موسيقى الجنازة , مستهلكة مناسبة لعصر مستهلك يدفن القيم ويسير باتجاه كل مستهلك قادم في عصر جديد يدعى بالعولمة (التي لا اكره بل أحب أن اخذ منها كل ما هو مفيد مناسب لنا وبإرادتنا وبالوقت والزمان والطريقةوالمنهاج المناسب)لكن لا نقول انتهت الصداقة 0بل نقول بقوة :
إن كما الشمس لا يضرها أن تسقط أشعتها على الورد والجيفة في وقت واحد بنفس الكمية ولا يتغير شيء منها كذلك الصداقة وعلاقاتها النبيلة والجميلة ونتائجها عل الفرد والمجتمع لا يضيمها سوء العلاقات في هذا العصر وسوء المعاملة والنظرة للصداقة وبعض العلاقات الفاسدة هنا وهناك وان كثرت احياناًً0
والصداقة رغم كل الانتكاسات تبقى قيمة مهمة للحياة لكن الأسئلة المهمة التي يجب المرور عليها 0لماذا فشلت الصداقة وانحطت علاقاتها ؟ هل لأننا لم نحسن اختيار أصدقائنا؟ أم بواسطة الانزلاق الاجتماعي على عتبة المال والعولمة 0
في البداية نحن تربينا أن ننظر للصداقة بميزان المودة وصدق العلاقات ونبلها المهم الإجابة عن سؤال كيف نختار أصدقائنا؟ :
شروط الصداقة والعلاقات المثالية التي تصلح لكل عصر وزمان وتستمر بل تدوم ما قيل (لا تكون الصداقة إلا بحدودها، فمن كانت فيه هذه الحدود أو شيء منها فانسبه إلى الصداقة، ومن لم يكن فيه شيء منها، فلا تنسبه إلى شيء من الصداقة:فأولها: أن تكون سريرته وعلانيته لك واحدة.والثانية: أن يرى زينك زينه وشينك شينه. والثالثة: إن لا تغيره عليك ولاية ولا مال.) 0 وإذا تمسكنا بآداب الصحبة واحترمناها دامت ولم تحدث الفرقة 0 ومن أهم هذه الآداب:أن تكون الصداقة والإخوة واحدة ( قل لي من صديقك اقل لك من أنت ) , وان نختار أصدقاء راجحي العقول , وان يعمل الصديق على : أن يستر العيوب ولا يعمل على بثها ويكون ناصح لصديقه ويقبل نصيحة الأخر, وان يتحلى بالصبر ويسال إن غاب عنه, ويعاوده في مرضه ويشاركه فرحه, والصديق وقت الضيق , وان لا يكثر اللوم والعتاب , ويقبل اعتذار صديقه, وينسى زلاته وهفواته, ويقضي حوائجه , وان يشجعه دائما على العمل والنجاح والتفوق 0 والتحلي بمكارم الأخلاق والقيم لتكون الصداقة دائمة قوية راسخة لا تهزها أول مشكلة أو تداخلات مادية لعصر لا يفكر أو يقيم إلا بها 0والنتيجة يكون ( الصدق, و النبل, الأصالة, و العراقة, والأخلاق و الحب وكل قيم فاضلة ) هي حمى الصداقة و عرينها المتين والمزيف زائلا لا محالة لان تأثير الأصدقاء كبير على بعضهم البعض منهم الجيد ومنهم السيئ فان الصداقة تكون قضية مهمة في حياة الناس لان الناس تتأثر لبعضها سلبا وإيجابا وهنا ندخل في مبدأ حسن اختيار الصديق ومعرفته وطريق العلاقة معه والحفاظ عليه إن تم التلاؤم 0ليتم استقرار الصداقة قال رسول الله(ص):
(المرء على دين خليله، فلينظر أحدكم من يخالل)
كما انه حتى نعيش مع الأخريين علينا إيجاد بعض النقاط والقواسم المشتركة والتفاعل معها والبناء عليها لعلاقات أحسن وأفضل والابتعاد عن نقاط الخلاف والتفرقة ونجاح الحياة يتطلب وجود العلاقات الاجتماعية والروابط المتنوعة
والاهم من كل شيء أن يقبل كل واحد الأخر كما هو ويحترمه.لأنه ليس منا بالكامل أو المعصوم نحن بشر كل يغلط ولكل ظروف ومشاكل حياتية مختلفة علينا مراعاتها وتقديرها لتكون الحياة ابسط وأجمل ونعيش بشرا


هناك تعليق واحد:

تــسنيـم يقول...

انت جمعت كل ما يمكن لمفهوم الصداقة ان يقوله في هذه التدوينة...

رائعة يا ياسر